الخميس، 30 يونيو 2011

المنظومة الألفية فى سيرة الرسول وتاريخ الأمم

{كتاب سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم}

ذكر نسبه الشريف المطهر

هو الرسول الهاشمي المصطفى
خير الأنام محتدًا وشرفا
أبوه عبد الله عبد المطلب
فهاشم عبد مناف ينتسب
ابن قصي بن كلاب وانسب
مرة كعب بن لؤي غالب
هو ابن فهر بن مالك إلى
نضر كنانة خزيمة علا
مدركة إلياس وهو بن مضر
ابن نزار بن معدٍّ اشتهر
هو ابن عدنان إلى الذبيح
ينسب قطعًا وهو في الصحيح
وأمه آمنة تنتسب
لوهب من عبد مناف نسبوا
لزهرة ابن كلاب اتصلا
بالنسب الذي ذكرنا أولا
وقد حمى الله أصول المصطفى
من السفاح الجاهلي حتى صفا

ذكر مولده صلى الله عليه وسلم

مولده كان بعام الفيل
ونقل الخلاف عن قليل
ثاني عشْر من ربيع الأول
في يوم الاثنين بلا تحوّل
مات أبوه في زمان حمله
على أصحّ ما أتى في نقله
وكم بدا في ليلة الميلاد
من آية في سائر البلاد
منها سطوع النور في الأقطار
إضاءة كذا خمود النار
وارتجّ إيوان لكسرى وسقط
منه الشرافات إلى الأرض تحط

ذكر حواضنه صلى الله عليه وسلم

له ثويبة من الحواضن
مولاة عمِّه وأم أيمن
وظئره بعد بدون ريب
حليمة بنت أبي ذؤيب
حتى أقام عندها حولين أو
أكثر من ذلك أقوال رووا
وشقَّ صدره هناك وغسل
ثمَّ ملي بحكمة نصًّا نقل
ثم لأمه أعيد آمنا
ينبته اللهُ نباتا حسنا
وقبضت وهو ابن ستٍّ ونقَل
ابن ثمان الأموي وهو معل
ثم ربي في حجر جدِّه إلى
أن مات وهو ابن ثمان كملا
لمَّا قضى أوصى أبا طالب به
فلم يزل أحنى عليه من أبه
حتى إذا جاء بحيرا الرَّاهب
حار لما رأى من المواهب
إذ نزلوا مال إليه الظلُّ
كذا له غمامة تظلُّ
وقد رأى فيه من الصفات
ما جاء في الإنجيل والتوراة
وقد خشي عليه من حُسَّدِه
ولم يزل مناشدا بردِّه
وكان سنِّهُ اثنتا عشرة في
سفرته تلك بلا توقف
وكان حرب الأمة الفجار
وهو لدى العشرين في آثار
وجاء عنه أنه قد شهدا
حلف الفضول وبذاك شهدا
تحالفت قريش سكان الحرم
أن ينصفوا المظلوم ممَّن قد ظلم
وثانيا سفرته متّجرا
للشام مع خديجةٍ مستأجرا
وهو ابن عشرين وخمس عمره
ومعه كان الغلام ميسره
وقد رأى له من الآيات ما
يزيد عمّا قبله تقدَّما
وبعد أن قد آب إياها خطب
وهي من أوساط قريش في النسب
وهي التي قد بادرت تصديقهْ
عن ربهِ وكانت الصِّدِّيقَهْ
وهي التي منها جميع من ولدْ
ما غير إبراهيم فافهم ما وردْ
وقد بَنَتْ قريش البيت ولهْ
إذ ذا ثلاثون وخمس كاملهْ
واختلفوا في شأْنِ وضع الحجر
فحكّموهُ فيه نصُّ الأثر
بحيث في ردائه قد وضعهْ
وكلُّهم بطرف قد رفعهْ
وبينهم كان اسمه الأمينا
لخلق قد حازه مبينا
                          للنص باقى ..... يتبع   (الجزء السابق)

 

الخميس، 9 يونيو 2011

المنظومة الألفية فى سيرة الرسول وتاريخ الأمم

نيل السول من تاريخ الأمم وسيرة الرسول
المقدمة: 


الحمد لله المهيمن الأحد
باري البرايا الواحد الفرد الصّمد
ذي العدل والحكمة فيما أبدعه
كما هو الحكيم فيما شرعه
لا شيء قبله لأوّليته
كلا ولا انتها لآخريته
كما هو الظاهر فوق كل شيء
وباطن ما دونه يحول شيء
يفعل ما يشا ويختار ولا
يسأل جل الله عما فعلا
له جميع الخلق والأمر فلا
منازعا له تعالى وعلا
أشهد أنه الإله الحق
وما سواه باطل لا حق
وأن خير خلقه محمدا
رسوله إلى العباد بالهدى
عليه صلى الله ثم سلما
والآل والصحب و تابع سما
وبعد فاعلم أن أعلى الرتب
مرتبة العلوم ميراث النبي
من نبإ فيما مضى أخبر به
أو ما سيأتي بعد فاحفظ وانتبه
أو كان في حكم عبادة وفي
حكم الحلال والحرام فاعرف
وكان في التاريخ ما به دُري
موارد الشرع مع المصادر
وأوضح الطريق في الوصول
لسابق ما جا عن الرسول
أعني به نص الكتاب المحكم
وسنة النبي بإسناد نمي
وما يكن من بعده قد صدرا
فالنقل في ذلك قد توافرا
وهاك نبذة بها إلى المهم
أشير فاستمعه واحفظ يا فهم
والله أرجو المن بالإتمام
فإنه ذو الفضل والإنعام

ذكر بدء الخلق:


اعلم بأن الله لا سواه
رب و لا إله إلا الله
وكل ما سواه مربوب له
مفترض عليهم التأله
وكلهم خلق له مقدر
ولم يكن من قبل شيئًا يذكر
أجرى بما قدر في اللوح القلم
بعلمه السابق من قبل القدم
فكل شيء واقع كما عَلِم
موافقا مطابقا لما رسم
سبع سموات بنى طباقا
والأرض سبعا مثلها وفاقا
في ستة الأيام أبداها سوا
بقدرة ثم على العرش استوى
وكان عرشه على الماء كما
قد جاء في الوحيين نصًّا محكما
وأنشأ الأملاك من أنوار
والجن قل من مارج من نار
هذا ولما شاء خلق صفوته
آدم مظهرًا بديع حكمته
فقال معلنا لهم تشريفه
إني بأرضي جاعل خليفه
صوره بيده من طين
وفيه ألقى الروح بعد حين
علمه الأسماء كلها لكي
يعلمهم حكمته في كل شي
وأمر الأملاك بالسجود له
فامتثلوا الأمر بلا مجادله
واستكبر الملعون إبليس الغوي
إمامُ كل عابد لما هوي
عارض أمر ربه بعقله
وردّه مفتخرًا بأصله
وكان في ذلك طاعنا على
ذي العدل والحكمة فيما فعلا
فباء باللعنة ثم النار
بعد تمام مدة الإنظار
وقال مقسما على إغوائه
جميع من صار من أوليائه
وما له والله من سلطان
على ولي كان للرحمن
وغر آدمًا بأكل الشجره
وظن أن قد نال منه وطره
فاعترف الصفي بالذّنب وتاب
وآب واستغفر قابل المتاب
فتاب ربه عليه وهدى
وخاب إبليس الذي قد حسدا
لكنه أهبطهم ليبتلي
ويعلم العاصي من الممتثل
وقد أتت قصته مقرره
بينة مبسوطة في البقره
والحجر والأعراف والإسرا
وصاد والكهف مع طه فأبدى وأعاد
محذّرًا عباده من فتنته
وعن توليه وعن ذريته
وهم لنا من أخبث الأعداء
وإنما يدعون للإغواء
وهكذا في الموقف الموعود
يذكر الظالم بالعهود
فانظره في يس نصا محكما
بعد (سلام) إذ يميز المجرما
ثم سرى ودبّ داء الحسد
بقتل قابيل أخاه أن هدي
من كان مقتولا عليه حملا
كفل بحيث القتل سنَّ أولا
وشيث صح كونه نبيا
ولأبيه قد غدا وصيا
وبعده إدريس من قد رفعه
خالقه إلى السماء الرابعه
وبين ذاك أمم لا يعلم
تفصيلها إلا العلي الأعظم
وقد جرى الأمر على السداد
والناس كلهم على الرشاد
حتى إذا ما اختلفوا و أشركوا
بالله جلّ الله عمّا ائتفكوا
أرسل رسله مبشرينا
ومن عقابه محذرينا
فدعوا الناس إلى التوحيد
وأن يجلّ الله عن نديد
أولهم نوح الذي قد أرسلا
لكل من في الصالحين قد غلا
وُدًّا سواعا ويغوث معهموا
يعوق نسرًا صالحون منهموا
فكذبوا فأهلكوا بالغرق
ثم نجا نوح مع المصدق
فانظر لبسط ذاك في الأعراف
يونس مع هود بيان كافي
والأنبيا والمؤمنين الشعرا
والعنكبوت فيه أيضًا ذكرا
والصافات اقتربت وأُنزلت
في ذاك سورة به قد كملت
واستخلف الرحمن عادًا بعدهم
واستكبروا عما له أرشدهم
وكذبوا بالوعد و الإيعاد
وأنكروا قيامة الأجساد
وعبدوا هرًا صدًا صمودا
فأرسل الله إليهم هودا
فكذبوه فنجا ومن معه
من مؤمن أجابه واتبعه
وأخذوا أخذ عزيز مقتدر
بصرصر في يوم نحس مستمر
فانظره في هود وفي الأعراف
كذا بقد أفلح والأحقاف
والشعرا والذاريات فصلت
والفجر نجم تلو نون اقتربت
ثم ثمود بعد عاد استخلفوا
حتى بغوا وأنكروا ماعرفوا
فأرسل الله إليهم صالحا
فقام بالتوحيد فيهم صارخا
فاستكبروا وكذبوا رسولهم
فأرسل الناقة فتنة لهم
فعقروها وعتوا فدمدما
عليهموا بصيحة من السما
وقد نجا صالح مع من آمنا
من قومه برحمة من ربنا
فاقرأه في الأعراف مع هود وفي
نمل كذاك الشعرا به تفي
وغيرها من سور القرآن
مفصلا بأوضح التبيان
كذا خليل الله إبراهيم قد
بعثه الله وآتاه الرشد
والناس إذ ذاك على أقسام
فبين عاكف على الأصنام
وعابد هياكل النجوم
دون الإله الصمد القيوم
وبين من لنفسه قد ادعا
بأنه رب وللناس دعا
فقام فيهم بإقام الحجه
عليهموا وأوضح المحجه
بأنه لا رب إلا الله
ولا إله أبدًا سواه
فكان ما قد قص في الأنباء
عنه كالانعام و الأنبياء
بل ذكره قد جاء في مواضع
فوق الثلاثين من الوحي فع
كان حنيفا دينه الإسلام
وهو لكل مسلم إمام
فضله خالقه تفضيلا
يكفي أن اتخذه خليلا
وكل مَنْ مِنْ بعده قد أُرسلا
فهو بلا مرية ممن نسلا
لا لوط فهو ابن أخيه فاعرف
والخلف في يونس بين السلف
وكان في حياة إبراهيم ما
عن قوم لوط قصه الله كما
في سورة الأعراف هود الشعرا
والنمل ثم العنكبوت ذكرا
والذاريات مع سواها فاعلم
أعظم بها موعظة للفهم
وجاء في القرآن من بعدهموا
ذكر شعيب منذرًا من ظلموا
إذ عبدوا الأصنام والأوثانا
وبخسوا المكيال والميزانا
هم أهل مدين وكان الأيكةُ
اسمًا لطاغوتهم الذي أتوا
ومن يقل هم أمّتان غلطا
وجا حديث فيه رفعه خطا
ومدين من ولد الخليل
أخ لإسحاق واسماعيل
فكذبوا نبيهم وأنكروا
ما جاءهم به وعنه استكبروا
فأهلكوا برِجْز يوم الظُّلة
بصيحة من فوق مع زلزلة
فينبغي للخلف مِنْ بعدهموا
تَفَكُّرٌ مع اعتبارٍ بهموا
وخوفُ ما أصابهم إذا ارتُكِبْ
مثل الذي قد ركبوا فليُجتنَبْ
فإنما قص علينا الله
أنباءهم في الوحي كي نخشاه
ونعلم الأسباب للنجاة
ونتقِيْ مصارع الغواة
فادَّكِرُوا بذكر ذي الوقائع
واعتبروا بِتِلْكُمُ المصارع
فسنة الإله لا تبدَّلُ
فأين شئتم بعد هذا فَانْزِلوا

ذكر ذرية إبراهيم عليه السلام:


الأشهر من بنيه إسماعيلُ
إسحاقُ كلٌّ منهما رسولُ
وكان إسماعيل والدَ العربْ
كما سيأتي عند ذِكرِنا النَّسَبْ
وهْوَ الذبيحُ دونما مجادلهْ
ومن يقل إسحاقُ لا برهان لهْ
وهْوَ الذي أبوه قد أسكنهُ
في حرم الله الذي آمنهُ
وقد بنى الكعبة معْ أبيه عن
أمر الإله ذي الجلال والمِنَنْ
وقد رُويْ بناؤه من قبل ذا
وذاك عن أهل الكتاب أُخِذَا
وكان من إسحاق الأنبياءُ في
أولاد إسرائيل لم يُختلفِ
فمنه يعقوبُ الذي بُشِّرَ بهْ
ومنه يوسفُ الكريم فانتبهْ
إبنُ الكريم بن الكريم بن الكريم
الكل أنبياء بالنصّ العظيم
وقد أتت قصته مفصّله
في سورةٍ من المِئِينِ كامله
ومنه أيوب الصبور المبتلى
من ولد العيصِ كما قد فُصّلا
ومنه ذو الكفل وفي نبوتهْ
قولان والجل على نبوتهْ
ومنهموا موسى الكليمُ المصطفى
من سِبْطِ لاوَى وهو صِنْوُ يوسُفا
أرسله الله إلى فرعونا
و قومه الطغاة أجمعينا
من بعد أن في حِجرهِ قد رُبِّيْ
وذاك من أعجبِ آي رَبِّيْ
لينقذ الله الذين استُضْعِفُوا
به ويقصم الذين أسرفوا
وجعل الله له وزيرا
أخاه هارون فكن خبيرا
فجاءهم بأوضح الآياتِ
وأقوم البرهان والعظاتِ
فلم يُجِبْ ويَرْعَوِي عن ظلمه
إلا قليل ضُعَفَا من قومه
وإن تُرِد قِصّته مُستكملَهْ
بيِّنةً مبسوطةً مفصّلهْ
فانظره في العَوانِ أعلى قصص
الأعرافِ طه النمل ثم القصصِ
والشعراء وغافرٍ وغيرِها
لم يأت بسط قصة كذكرها
والمقصدُ الآن انتهاءُ الأمرِ
بأنه إهلاكُ حزبِ الكفرِ
إذ أمر اللهُ النبيْ أنْ أسرِ
بالمؤمنين لجواز البحرِ
ثم نَجَوا إذ لهم البحر انفرقْ
وباء كل المجرمين بالغرقْ
وهكذا سنة رب العرش
في الكافرين بشديد البطش
هذا ولما أن نجى موسى بمنْ
آمن معْه بامتنان ذي المِننْ
وبعد ما رأوا من الآياتِ
وشاهدوا من أبلغ العظاتِ
قد سألوا سفاهةً وجهلا
منه إلها غيرَ ربِّي الأعْلى
وفي ذهابه إلى الميعادِ
كلَّمه الله بلا تِردادِ
وكتب التوراة بالتبيانِ لهْ
موعظةً بيِّنةً مفصَّلهْ
وخالفوهُ سفها فعبدوا
ما السامريُّ صاغَهُ وندَّدُوا
معْ أنَّ فيهم بعده هارونا
عليهموا خليفة مأمونا
فاستَضعَفُوهُ وعَتَوا وكادوا
أن يقتلوه ساء ما قد كادوا
وحينما قد جاء بالكتابِ
عاتبهُمْ بأبلغِ العتابِ
وأحرق العجل الذي قد عبدوا
وعاينوا لعجزِه وشاهدوا
ومعَ ذا حادُوا عن الإيمانِ
وسألوهُ رؤية الرحمنِ
فصُعِقوا وبعد ذا أحياهم
رب السما من بعد ما أفناهم
وكان من توبتهم أن يَقْتلا
بعضهموا بعضا جزاء وابتلا
وقد تولَّوا عن قبول ما أتى
موسى عن الله به و ثبتا
إلا برفع الطور فوقِهم إلى
أن شاهدوا وقوعه لا جدلا
وبعد ذاك امتَنَعُوا أن يدخُلوا
معه إلى القرية بل تخاذلُوا
فعُوقِبوا بالتِّيهِ أربعينَا
عاما وما كانوا بمُهتدينَا
ثم عليهم الغمام ظُلِّلا
والمنُّ والسّلوى عليهم أُنزِلا
وفَجّر اللهُ لهم من الحجرْ
من العيون مشربًا ثِنْتيْ عشَرْ
ومع ذا تعنّتوا في الطلب
وسألوا خلاف ذا من النبي
ومنه ما تعنّتوا عليه بِهْ
في قصّة القتيلِ فيهم فانتبهْ
من السؤال عن صفاتِ البقرهْ
كما أتى تفصيلُه في البقرهْ
وغير من اختلافِهم على
نبيّهم حال حياته ولا
تسألْ عن اختلافهم من بعده
فذاك لا إحاطةٌ بحده
إذْ أُمِرُوا عند دخول القريةِ
بسجدة ثم بقول حطَّةِ
فبدّلوا غير الذي قِيل لهم
فعُوقبوا بالرجز تنكيلا لهم
ومنه ما في قصة السَّبت أتَوْا
من احتيالٍ للحرام فأتَوْا
من ذلك الذّنب فعُوقبوا بما
قد قصّه الله جَزَا من ظَلما
ومنه تكذيبُهُمُوا للرّسلِ
من بعد موسى بافتراءِ الباطلِ
وقتلُهم لأنبياء الله معْ
تبديلهمْ نَصَّ الكتاب بالبدعْ
وغيرِ ذاكَ من أمورٍ قَصَّها
في وحيهِ اللهُ عليكَ نصَّها
فانظر إلى تلاعب الشيطانِ
بهمْ وعُذْ بالله ذي السلطانِ
وبعد موسى يوشع ثم اليسع
شمويل داوود سليمان اتبع
والخلف في عزير هل نبيا
أو كان عبدًا صالحا وليا
وزكريا بعدهم ويحيى
قد حاز كلٌّ حكمة ووحيا
واستشهدا كلاهما إذ قتلا
ظلما وعدوانا عليهما ابتلا
وابن البتول كائن من غير أب
وليس في قدرة ربي بعجب
كلمة الله وروح منه
عبد رسول للبلاغ عنه
خلقه الله الذي قد أوجدا
لكل شيء خلقه ثم هدى
نوع هذا العالم الإنساني
أربعة الأنواع بامتنانِ
فآدم من غير والدين
ومنه حواء بدون مين
وكان من مريم عيسى دون أب
وسائر الخلق فمن أم وأب
ليعلم الخلق شمول قدرته
وفعله ما شاء في خليقته
أرسله الله تعالى منذرا
مصدقا مَن قبله مبشرا
بأن بعده يجيء أحمدُ
فكذبوه جهرة و جحدوا
إلا الحواريين ثم كادوا
يهود إياه وقد أرادوا
أن يقتلوه مثل من تقدما
والله شاء رفعه إلى السما
حيا وسوف دون شك ينزل
لقتل دجال وفينا يعدل
وقتل اليهود شبهه وقد
ظنوه إياه ولله المرد
واختلفوا في شأنه الكفار
وكلهم ظلمة فجار
فبهت اليهود أمه بما
برأها منه الإله في السما
ثم النصارى قد غلوا وضاهوا
وأقبح الكفر به قد فاهوا
وافترقوا في كفرهم أحزابا
عليهم اللعنة لا حسابا
فبين قائل هو الله الصمد
وقائل بل هو لله ولد
وقائل ثلاثة وعدهم
عيسى وأمه ومن أوجدهم
قد كذبوا ليس لربي من ولد
ولم يكن له شريكًا من أحد
تنزه الله وجل وعلا
عن إفكهم وهو العلي ذو العلا
ولم يكن من بعد عيسى من نبي
إلا محمدًا رسول العربي
مفخر هذا العالم الإنساني
وخاتم الرسل بلا نكران
من ولد الذبيح اسماعيلا
وشرعه لا يقبل التبديلا
مادامت الدنيا ولا ناسخ له
فلاتطع زخارف الدجاجله
ثم إلى نوعين يمتاز العرب
وبعضهم إلى ثلاثة ذهب
فعرب الحجاز من عدنان
ثم اليمانيون من قحطان
والخلف في قضاعة هل تتصل
بواحد من ذين أم هل تستقل
وكلهم من ولد الذبيح
على الأصح وهو في الصحيح
والنظم لا يسمح بالتعداد
لنسب الآباء و الأجداد
فارجع إلى كتب بذا الفن تفي
لتعلم الراجح من مختلف

ذكر أحوال الجاهلية وما كان عليه العرب في زمن الفترة:


اعلم بأن الله قد أخبرنا
عن شأن إبليس وقد حذرنا
فتنته وأنه قد آلى
ليغوين من له قد والى
وكان من إغوائه أتباعه
تزيينه الشرك لمن أطاعه
فافترقت أحزابه الغاوونا
كلا أتى من حيث ما يهوونا
ففرقة قد عبدوا النيرانا
وآخرون عبدوا الثيرانا
وآخرون عبدوا الأملاكا
وآخرون عبدوا الأفلاكا
وآخرون عبدوا الأشجارا
وآخرون ألهوا الأحجارا
وآخرون عبدوا الإنسانا
بعضهموا بعضًا رأوا إحسانا
وآخرون الرب جهرًا جحدوا
وللوجود خالقين اعتقدوا
وقال قوم مثلهم و زادوا
لا بدء للخلق ولا معاد
وغير هذا من ضلال وردى
وطرق بعيدة عن الهدى
وقد مضت أزمنة و العرب
على الحنيفية لم ينقلبوا
حتى إذا ما جاء عمرو بن لحي
وسوس إبليس له من كل غي
فأدخل الإشراك في تلبته
واستخرج الأصنام من كنانته
وهي التي في قوم نوح عبدت
وبعد إغراقهموا قد فقدت
ودّا سواعا ويغوث نسرا
يعوق قد دعى إليها جهرا
فكل من أجابه لما دعا
إليها منها واحدًا قد دفعا
وشرع النذر لأجل النصب
كالحام والبحيرة السوائب
وعمت البلوى بها وكثرت
وبين أكثر العباد انتشرت
كنحو عزى ومناة وهبل
وكم سواها كان يدعى ويجل
ونصبوا من ذاك حول الكعبة
ستين من بعد ثلاثمائة
بل كل دار أهلها لهم صنم
يرجون خيره وكشف ما ألم
هذا وهم يدرون أن الله لا
ربًّا سواه خالقا مفتعلا
وأنه البارئ والمصور
وكل ما يشا عليه قادر
وأن كل هذه الأصنام لا
تملك من خير ولا دفع بلا
بل زعموا وسائطا وشفعا
تزلفهم من ربهم فشنّعا
عليهموا الله وسمى ذلك
شركًا صريحًا بالعزيز المالك
وكان من أكبر شبهة لهم
أن قد عليها وجدوا أولهم
فكان ذا جواب كل الأمم
عن ما له قد أنكرت رسلهم
قالوا وجدنا هكذا آباءنا
وقد جعلنا بهموا اقتداءنا
وقد نفى شبهتم تعالى
بكون آبائهموا ضلالا
وكان من أمرهم التحاكم
إلى الطواغيت وأن يستقسموا
في أي أمر ناب بالأزلام
ويسألوا الكهان باستعلام
عن غائب وما يقولوا صدقوا
يرون نصحا مابه قد نطقوا
ومنه الاستنكار للميعاد
وجحدهم قيامة الأجساد
ومنه الافتخار بالأحسابِ
والطّعن إن أمكن في الأنسابِ
ونخوة الجهال كالتعصب
للشعب لو بباطل مرتكب
والوأد للبنات خوف العار
وللذكور خوف الافتقار
ومنه رد الحق إن جاء معا
من يكرهونه و لو متبَعَا
ومنه الافتخار بالمظالم
وبعضهم كان يعين الظالم
ومنه الاستسقاء بالأنواء
والحلف بالأولاد والآباء
والنوح والتعداد للمحاسن
من ميت لو كذبا للفتن
وغير ذي مما لها الله ذكر
في الوحي تحذيرًا لأرباب البصر
وقد بقي من دين إبراهيما
وحسن خلْقٍ لم يكن ذميما
كالحج والطواف والتعظيم
للبيت والسعي بلا توهيم
والصدق في الغالب والإكرام
لوافد وصلة الأرحام
كذا مواساة الضعيف فاعلم
والعتق مع تصدق لاتِهِم
ونصرة المظلوم والشجاعه
والصبر في اللقا والاستطاعه
كذا إبا الضّيم وغير ذلك
وذمّهم من لم يكن كذلك
مع كونهم قد غيروا الكيفيه
من بعضها وأصلها شرعيه
نحو وقوفهم بدون عرفه
بل ألفوا الوقوف بالمزدلفه
وكالتعري حالة الطواف
و غيره هذا مثال كافي
فبعث الله محمدًا إلى
جميعهم إنسًا وجنا مرسلا
ثم عليه أنزل القرآنا
لكل شيء كائنٍ تبيانا
فقام فيهم آمرًا وناهيا
وللصراط المستقيم هاديا
وكل خير فبه قد أمرا
إياهموا وكل شرّ حذرا


ومازال للقصيدة أجزاء سنكملها فيما بعد (الجزء التالى)

موسوعة القرآن الكريم - الإصدار الأول

موسوعة القرآن الكريم - الإصدار الأول
برنامج من  إنتاج موقع روح الإسلام
 وصف البرنامج:
يعرض البرنامج القرآن الكريم مشكولاً كاملاً بنفس ترتيب صفحات مصحف المدينة النبوية، ويتضمن قسم خاص للتعريف بسور القرآن شاملاً سبب التسمية وأسباب النزول وتعريف مختصر بمواضيع السورة، ويعرض البرنامج إضافة إلى النص القرآني تفسير للآيات بواسطة تسعة تفاسير مع مراعاة توثيق بعضها لتوافق المطبوع، وهي: تفسير ابن كثير [موافق للمطبوع]، وتفسير القرطبي [موافق للمطبوع]، وتفسير الطبري [موافق للمطبوع]، وتفسير الجلالين، وتفسير الدر المنثور، وتفسير فتح القدير، وتفسير البغوي [موافق للمطبوع]، وتفسير السعدي [موافق للمطبوع]، وتفسير أضواء البيان [موافق للمطبوع]، ويمكن الحصول من خلال البرنامج على ترجمة معاني الآيات إلى اللغات: الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والأسبانية، والإندونيسية، والروسية، ويشمل البرنامج تلاوة صوتية بأصوات القراء: أحمد العجمي، علي الحذيفي، عبد الرحمن السديس، سعود الشريم، عبد الباسط عبد الصمد، ومشاري العفاسي، ومزود بإمكانية البحث بطريقتين: البحث النصي في القرآن، أو البحث الموضوعي. ويعد البرنامج تطويراً شاملاً لبرامج (القرآن الكريم مع التفسير) و(الترجمة) و(التلاوة) السابق إصدارها من موقع روح الإسلام بجمعها في إصدار واحد، ويشمل تحسينات جديدة كادخال مواضع السجود ومواضع تقسيم القرآن إلى أحزاب، وغير ذلك.


لتحميل البرنامج إضعط هنا